العمل الإنساني النابع من القيم الدينية

غالبًا ما تكون المجتمعات الدينية المحلية في طليعة الجهات المستجيبة للمجتمعات المتضررة من النزاع والنزوح، إذ تُقدِّم الأولى للأخيرة الغذاء والمأوى وغيرها من الاحتياجات المادية الأخرى، فضلًا عن الدعم الروحاني والرعوي (كيدواي وفيديان-قاسمية، 2017). على سبيل المثال، كانت وما زالت المجتمعات المحلية والمنظمات الدينية المحلية تُقدم الإغاثة والدعم الروحاني للاجئين السوريين في الأردن ولبنان (باسيتو وفيديان-قاسمية، 2013؛ النقيب وآغر، 2015).


يعيش نحو 90% من اللاجئين في المدن والبلدات والمعسكرات المنتشرة في بلدان الجنوب، حيث يطول أمد نزوحهم، مما يجعلهم يتعايشون مع المجتمعات الدينية المحلية لسنوات طويلة داخل حدود بلدان الجنوب.

صندوق جمع الزكاة في شارع الحمرا ببيروت، لبنان. يُمكِن للمارة تقديم تبرعات تُوزَّع على المواطنين والمهاجرين واللاجئين المحتاجين للمساعدة. حقوق النشر محفوظة لليوني هارش، 2018.

يزداد إشراك الوكالات الدولية (مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين) والمنظمات الدولية غير الحكومية للمنظمات الدينية المحلية في مسألة دعم تقديم الإغاثة. وفي حقيقة الأمر، يمكن النظر من الناحية المثالية للمساعدة الإنسانية النابع من القيم الدينية على أنها وسيلة لتقديم المعونة وتشكيل الشعور بالتضامن الروحي والتعاطف بين مقدمي الإغاثة والمستفيدين، سواء وقت الحياة أو بعد الممات (فيديان-قاسمية، 2011). بيد أن واقع هذا التفاعل مع المجتمعات الدينية المحلية والعمل معها تحكمه ملابسات أكثر تعقيدًا (فيديان-قاسمية، 2011 و2017؛ كاربي، 2018).

جدارية داخل مخيم البداوي (شمال لبنان) تتمنى للمارة رمضان كريمًا. حقوق النشر محفوظة لإيلينا فيديان-قاسمية، 2018
مئذنة مسجد يقدم مساعدات للاجئين في شمال لبنان. حقوق النشر محفوظة لإيلينا فيديان-قاسمية، 2017.

يهدف مشروع استجابات بلدان الجنوب للنزوح لتقديم تحليل نقدي لعلاقات القوى التي تقوم عليها استجابات بلدان الجنوب للنزوح من سوريا جرَّاء النزاع، بما في ذلك الاستجابات

أعمال يُنصَح بقراءتها حول العمل الإنساني والمساعدات النابع من القيم الدينية في بلدان الجنوب:

وفي إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب وإطار العمل الإنساني، تطرق العلماء في بحوثهم إلى المنظمات القائمة على القيم الدينية وأشكال المساعدة بوصفها مجموعة أدبياتقائمة بذاتها أو وسيلة لربط النقاشات الدائرة حول الدين وتقديم المساعدة بالنطاق الأوسع للممارسات والسياسات والتجارب الإنسانية والإنمائية. وتتناول الأدبيات التالية دور الدين في تحفين العمل الإنساني وتشكيله وتعزيزه في بلدان الجنوب.


  • آغر، ج.، وفيديان-قاسمية، إ.، وآغر. أ. (2015). “المجتمعات الدينية المحلية وتعزيز القدرة على الصمود في سياقات الأزمات الإنسانية”، مجلة دراسات اللاجئين، 28 (2): 202-221.
  • عارف، ي. (2008). “الدين وإعادة التأهيل: السياسات الإنسانية في المجالات الأحيائية ومساحات المدن والممارسات الدينية”، المجلة الدولية للبحوث الحضرية والإقليمية، 32 (3): 671-689.
  • بينثال، ج. وبيليون-جوردان، ج. (2003). الهلال الخيري: سياسات المعونة في العالم الإسلامي. لندن: دارس آي بي توريس للنشر.
  • بينثال، ج. (2008). “هل تتمتع الوكالات الإسلامية بسبل مميزة للوصول إلى المناطق ذات الأغلبية المسلمة؟ إعادة الإعمار بعد تسونامي في آتشيه (إندونيسيا): دراسة حالة”، مجلة المساعدات الإنسانية (عبر الإنترنت).
  • بيرغن، ج. (2003). “المنظمات الدينية غير الحكومية: تحليل استكشافي”، المجلة الدولية للمنظمات الطوعية وغير الربحية، 14 (1): 15-39. بالتيمور، ماريلاند: الجمعية الدولية لبحوث القطاع الثالث وجامعة جونز هوبكنز.
  • بورنشتاين، إ. (2005). روح التنمية: المنظمات غير الحكومية البروتستانتية والأخلاق والاقتصاد في زيمبابوي. ستانفورد، كاليفورنيا: مطبعة جامعة ستانفورد.
  • كاميت، م. (2014). النزعة الطائفية الرحيمة: الرفاه والنظام الطائفي في لبنان. إيثاكا، نيويورك: مطبعة جامعة كورنيل.
  • كاربي، إ. (2018). “هل دومًا ما تعمل المساعدات النابعة من القيم الدينية على توطين الإغاثة؟” مشروع مضيفي اللاجئين، يناير/كانون الثاني 2018.
  • كاربي، إ. (2018). “رؤى حول التضامن النابع من القيم الدينية والعضوية الاجتماعية: ما وراء الدين؟ المنظمات الدينية الشيعية اللبنانية: دراسة حالة”، مجلة القوقاز الدولية. متاح على: http://cijournal.az/post/reflections-on-faith-based-solidarity-and-social-membership-beyond-religion-the-case-of-lebanese-shiite-fbos-by-estella-carpi.
  • كلارك، غ وجينينغز، م. (2008). التنمية والمجتمع المدني والمنظمات الدينية. سد الفجوة بين المُقدَّس والعلماني. لندن: بالجريف ماكميلان.
  • فيديان-قاسمية، إ. (محررة) (2016). النوع الاجتماعي والدين والاستجابات الإنسانية للاجئين، موجز السياسة الصادر عن وحدة بحوث الهجرة.
  • فيديان-قاسمية، إ. (2015) “إضفاء البُعد الجندري على أوجه فهم المنظمات الدينية: الصلات القائمة بين الدين والنوع الاجتماعي في سياق التنمية والتدخلات الإنسانية”، في أ. كولز، ول. غراي، وج. مومسن (محررون) دليل روتليدج للنوع الاجتماعي والتنمية، لندن: روتليدج. الصفحات 560-570.
  • فيديان-قاسمية، إ. (محررة) (2011). عدد خالص حول “العمل الإنساني النابع من القيم الدينية في سياقات الهجرة القسرية”، مجلة دراسات اللاجئين، 24(3)، سبتمبر/أيلول 2011.
  • فيديان-قاسمية، إ. وآغر، أ. (محرران) (2013). المجتمعات الدينية المحلية وتعزيز القدرة على الصمود في السياقات الإنسانية، ورقة عمل مركز دراسات اللاجئين/مبادرة التَعلُّم المشترك رقم 90، أوكسفورد: مركز دراسات اللاجئين، فبراير/شباط 2013.
  • فيديان-قاسمية، إ. وباسيتو، ج. (قيد الإصدار، 2018). “استجابات بلدان الجنوب للاجئين النابعة من القيم الدينية: رؤى ثاقبة لبلدان الشمال”، في شيويل، ب. وويلسون، إ. (محرران) الدين والمجتمع الأوروبي، أوكسفورد: وايلي. (قيد الإصدار، 2018)
  • فيديان-قاسمية، إ. وباسيتو، ج. (2015). “إعلاء صوت الآخر في العمل الإنساني: محادثة بين تجليات العمل الإنساني، تلك المنعقدة بين بلدان الجنوب والنابعة من القيم الدينية”، في ز. سيزجين ود. ديجكزول (محرران). تجليات جديدة للعمل الإنساني في الممارسة الدولية: أطراف فاعلة جديدة ومبادئ محل نزاع. أوكسفورد. روتليدج.
  • فيديان-قاسمية، إ. وقاسمية، ي.م. (2017). “التضامن فيما بين اللاجئين بعد الموت وأثنائه”، الجناح التونسي في بينالي البندقية لعام 2017: غياب المسارات، مايو/أيار 2017.
  • جواد، ر. (2009). “الدين والرفاه الاجتماعية في لبنان: معالجة أسباب الفقر أم أعراضه؟”، مجلة السياسة الاجتماعية، 38: 141-156.
  • ماكدوي-را، د. وريس ج. أ. (2010). “الأطراف الفاعلة الدينية والمجتمع المدني وبرنامج التنمية: ديناميات الاستيعاب والاستبعاد”، مجلة التنمية الدولية 22: 20-36.
  • زبيدي، د. (2017). “الترمل النزوح والصداقة في الأردن”، مشروع مضيفي اللاجئين، ديسمبر/كانون الثاني 2018.

صورة مميزة: مسجد في مخيم البداوي، شمال لبنان. حقوق النشر محفوظة لإيلينا فيديان-قاسمية، 2018

Create a website or blog at WordPress.com

Up ↑