المشروع

يستكشف مشروع استجابات بلدان الجنوب للنزوح الدوافع وراء استجابة بلدان الجنوب وشبكات المجتمع المدني واللاجئين لدعم اللاجئين السوريين وآلياتها والآثار الناجمة عنها.

وضع هذا المشروع نهجًا متعدد الجوانب يتمحور حول الإنتاج التعاوني للمعرفة بمشاركة اللاجئين والمجتمعات المحلية وجماعات المجتمع المدني والمنظمات العلمانية والدينية المحلية والوطنية والدولية، فضلاً عن مشاركة وكالات الأمم المتحدة.

يسعى هذا المشروع بوضوح إلى تحويل بؤرة الاهتمام إلى تجارب اللاجئين أنفسهم ووجهات نظرهم بشأن هذه المبادرات التي تقودها بلدان الجنوب.

خلفية عامة عن المشروع

منذ عام 2011، تنفذ وكالات إنسانية متنوعة ودول مانحة برامج إغاثية في لبنان والأردن وتركيا لمساعدة أكثر من 5 ملايين لاجئ من سوريا. وفي حين أن العديد من هذه البرامج قد صمّمته وقادته دول ومنظمات من بلدان الشمال، فقد جاءت استجابات أخرى من جهات فاعلة في بلدان الجنوب، حيث كانت مكمّلة لهذه المبادرات تارةً، وتارةً أخرى ناقدة لها ومقدّمة لبدائل مختلفة. وكان من بينها دول مضيفة مثل لبنان والأردن وتركيا، ومجموعة من المانحين “غير التقليديين”، بما في ذلك دول الخليج وجامعة الدول العربية، ومجموعة واسعة من أطراف فاعلة أخرى، حكومية وغير حكومية، من جميع أنحاء العالم.

وفي الحقيقة، لطالما جادل المعلقون بأن جماعات المجتمع المدني تُعدّ من بين أبرز الجهات الفاعلة في دعم اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا – وشارك في مبادراتها مواطنون لبنانيون وأردنيون وأتراك، عن طريق توفير المأكل والمأوى للاجئين؛ وقدمت المؤسسات الدينية المعونة والدعم الروحانيّ والمعنويّ للاجئين في الأردن (النقيب وآغر 2013)؛ وقدم قدامى اللاجئين الفلسطينيين الدعم إلى اللاجئين “الجدد” الباحثين عن ملاذ آمن في لبنان (فيديان-قاسمية، 2015).

ويهدف مشروعنا الجديد بشأن استجابات بلدان الجنوب للنزوح المموَّل من مجلس الأبحاث الأوروبي (ERC) إلى استكشاف الدوافع وراء تنفيذ مجموعة من استجابات بلدان الجنوب الداعمة للاجئين السوريين وآلياتها، والآثار الناجمة عنها.

ولفهم دوافع المبادرات التي تقودها بلدان الجنوب وطبيعتها وتأثيراتها على النزوح من سوريا بشكل أفضل، وضع هذا المشروع نهجًا متعدد الجوانب يتمحور حول الإنتاج التعاوني للمعرفة بمشاركة اللاجئين والمجتمعات المحلية وجماعات المجتمع المدني والمنظمات العلمانية والدينية المحلية والوطنية والدولية، فضلاً عن مشاركة وكالات الأمم المتحدة.

والمشروع وإن كان يهدف إلى التحليل النقدي لتجارب هذه الأطراف الفاعلة المختلفة وتقييماتها لطبيعة المبادرات التي تقودها بلدان الجنوب، وآثارها على مستويات مختلفة، فإنه يسعى عن قصد إلى تحويل بؤرة الاهتمام إلى تجارب اللاجئين أنفسهم ووجهات نظرهم بشأن هذه المبادرات التي تقودها بلدان الجنوب. وفي حقيقة الأمر، يهدف المشروع، من خلال إعطاء الصدارة لتصورات اللاجئين، إلى تسليط الضوء بشكل فريد على كيفية فهم اللاجئين للعمل الإنساني، وإلى أي مدى يرى المتضررون من النزاع ذاتهم أن الاستجابات المتنوعة لبلدان الجنوب للنزوح نتيجة النزاع يصِحّ أو ينبغي تصورها باعتبارها برامج “إنسانية”.

وهكذا، يسعى المشروع إلى الإسهام في النقاشات الدائرة حول مدى مقبولية أشكال العمل الإنساني البديلة و/أو التوترات المثارة بشأنها؛ تلك النقاشات التي لطالما كانت حكرًا، حتى الآن، على الأوساط الأكاديمية ببلدان الشمال ومنظورات سياساتها العامة (فيديان-قاسمية 2015/2017).

ويعتمد مشروع استجابات بلدان الجنوب على العمل البحثي طويل الأمد للبروفيسورة إيلينا فيديان-قاسمية في مجال “العمل الإنساني فيما بين بلدان الجنوب” – انظر مثلًا كتابها South-South Educational Migration, Humanitarianism and Development: Views from the Caribbean, North Africa and the Middle East [الهجرة التعليمية والعمل الإنساني والتنمية فيما بين بلدان الجنوب: رؤى من مناطق الكاريبي وشمال أفريقيا والشرق الأوسط] (دار النشر: روتليدج، 2015، 2017) – الذي يبحث في كيفية إعداد الاستجابات المعنية باللاجئين السوريين وتنفيذها من قبل مختلف بلدان الجنوب (أي من الجزائر إلى كوبا مرورًا بماليزيا)، والمنظمات الإقليمية (مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية)، وشبكات المجتمع المدني العابرة للحدود الوطنية (بما في ذلك الشبكات الدينية)، وأعضاء المجتمعات المحلية وجماعات اللاجئين أنفسهم.

وبالإضافة إلى اهتمامها بمختلف الخطابات والأطر الأيديولوجية المستخدمة لتبرير بعض الاستجابات (مثل “الأممية والتضامن” و “القومية العربية” و “العمل الإنساني النابع من القيم الدينية” و “العمل الإنساني فيما بين اللاجئين”) تهتم إيلينا على وجه الخصوص باستكشاف كيفية تصور مختلف جماعات اللاجئين أنفسهم للاستجابات التي تزعم أنها مُعدَّة “بالأصالة عنهم”، وكيفية تفاوضهم بشأنها ومقاومتهم لها. ويشمل ذلك البحث في الخصوصيات – إن وجدت– التي تميز الاستجابات المُعدّة “بواسطة” بلدان “الجنوب” والنابعة “منه” (والذي يعد في ذاته أحد الأفكار التي سيبحثها المشروع بطريقة نقدية)، وإلى أي مدى يرى اللاجئون السوريون واللاجئون الأوائل في لبنان والأردن وتركيا هذه الاستجابات “على أنها” إنسانية بطبيعتها.

وفي سلسلة مدوناتنا الافتتاحية المصغرة، تركز المنشورات التالية على الأممية والتضامن، والعمل الإنساني النابع من القيم الدينية، والعمل الإنساني فيما بين اللاجئين والقومية العربية.

الأممية والتضامن – كيف يؤثر العمل الإنساني “القائم على التضامن” على استجابات بلدان الجنوب للنزوح؟ في أول مدونة من سلسلة مدوناتنا الافتتاحية المصغرة، تعرض البروفيسورة إيلينا فيديان-قاسمية جانبًا من تاريخ المبادرات القائمة على الأممية والتضامن.

العمل الإنساني النابع من القيم الدينية – تقدم ثاني مدوناتنا الافتتاحية المصغرة نظرة عامة على كيفية مبادرة المجتمعات الدينية المحلية في غالب الأحوال إلى الاستجابة في المجتمعات المتضررة بالنزاعات والنزوح.

العمل الإنساني فيما بين اللاجئين – غالبًا ما يكون المستجيبون الأوائل في سياقات النزوح هم أنفسهم لاجئون. تدرس مدونتنا الافتتاحية المصغرة الثالثة كيف يمكن للتركيز على العمل الإنساني فيما بين اللاجئين أن يُمكِّن من التعرف على ولاية السكان النازحين على شؤونهم والتفاعل معها بطريقة هادفة.

القومية العربية – تناقش مدونتنا الافتتاحية الرابعة والأخيرة للبروفيسورة إيلينا فيديان-قاسمية كيف يمكن للمقاربات النابعة من القومية العربية إزاء النزوح أن تقدم بديلًا للخطاب السائد الذي يصور الجهات المقدمة للمساعدات الإنسانية ببلدان الشمال على أنها المنقذة لسكان بلدان الجنوب النازحين.

اقرأ عن نهج مشروعنا.

اقرأ عن أهداف مشروعنا.

Older men in street

 

أصبح مخيم البداوي للاجئين في شمال لبنان موطنًا للاجئين فلسطينيين منذ خمسينيات القرن الماضي ولاجئين سوريين منذ عام 2012. حقوق النشر محفوظة لإيلينا فيديان-قاسمية، 2017.

Create a website or blog at WordPress.com

Up ↑